بسم الله الرحمن الرحيم
من زمن و انا اسمع عن رد الفاروقى على الشيعة , و الفاروقى هو أحمد بن عبد الأحد بن زين العابدين الفاروقي ، السرهندي
و قد اشتهر بانه : مجدد الالف الثانية
و عندما طالعت الرد وجدته يلخص محل النزاع , فالنزاع بين الشيعة و اهل السنة العمرية هو فى سيد الخلق محمد صلى الله عليه و اله
يقول الفاروقى فى رده :
قال علماء ما وراء النهر شكر الله سعيهم: قد اشتهر بل تواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقر الخلفاء الثلاثة ويقدمهم في الأمور على غيرهم ويدنيهم؛ وصحت في فضائلهم ومناقبهم أحاديث لا تعد ولا تحصى. وجميع أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله بأمر الله تعالى ووحيه لقوله عز من قائل: {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحيٌ يوحى} والشيعة في طعنهم وذمهم يخالفون الوحي ومخالفة الوحي كفر.
وأجابت الشيعة عن ذلك أولا بأنه لو تم دليلكم هذا للزم منه القدح في الخلفاء الثلاثة وبطلان خلافتهم وذلك لأن شارح المواقف نقل عن الآمدي وهو من أكابر أهل السنة أن الصحابة اختلفوا عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مرتين. الأولى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إيتوني بقرطاس أكتب لكم شيئا لا تضلوا بعده" فلم يرض عمر بذلك وقال إن الرجل غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا. فاختلفوا وارتفعت الأصوات فتأذى النبي صلى الله عليه وسلم من اختلافهم وقال: "قوموا عني فلا ينبغي التراع عندي" والثانية أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر قوما أن يخرجوا مع أسامة فتخلف ناس وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "جهزوا جيش أسامة. لعن الله من تخلف عنه" ومع هذا الوعيد الشديد تخلف ناس ولم يخرجوا معه. فنقول أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإحضار القرطاس وكتابة الوصية وحي للآية التي تلوتموها، ورد عمر أمره وعدم رضائه به رد للوحي، ورد الوحي كفر على ما اعترفتم به على ما دل عليه قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} والكافر لا يستحق خلافة النبي صلى الله عليه وسلم. ونقول أيضا التخلف عن جيش أسامة كفر لما ذكر، وقد ثبت عن الخلفاء الثلاثة باتفاق منا ومنكم. ولنا أن نقول أيضا إخراج النبي صلى الله عليه وسلم مروان من المدينة لا جرم بالوحي وإدخاله عثمان إياه فيها وتوقيره وتفويضه أمور الخلافة كفر بوجهين أحدهما ما اعترفتم به والثاني قوله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}.
أقول ومن الله العصمة والتوفيق: لا نسلم أن جميع أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله بالوحي. وتمسكهم بقوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحيٌ يوحى} ليس بتام لأنه مختص بالقرآن. قال القاضي البيضاوي: معناه: وما يصدر نطقه بالقرآن عن الهوى.
ولو كان جميع أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم بالوحي لما نزل القرآن بالعتاب في بعض المواضع كما في قوله تعالى: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك} وقوله تعالى: {عفا الله عنك لم أذنت لهم}وقوله سبحانه: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا} وقوله تعالى: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا} نزلت هذه الآية في رواية بعد الصلاة على المنافق وفي رواية قبلها بعد ما صمم العزم عليها. وعلى التقديرين العتاب على الفعل ثابت فعل القلب كان أو فعل الجوارح.
قال القاضي البيضاوي في تفسير قوله عز من قائل: {ما كان لنبي} الخ دليل على أن الأنبياء يجتهدون وأنه قد يكون خطأ. وبالجملة فكان للصحابة في الأمور العقلية والأحكام الاجتهادية مجال اختلاف ومساغ خلاف وكان الوحي في بعض الأوقات يوافق رأي بعض الأصحاب كما نزل في أسارى بدر على موافقة رأي أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ولا يقدح ذلك في النبي صلى الله عليه وسلم إذ منشأه تهيأ قلبه للوحي وقلة التفاته إلى الأمور العقلية. قال القاضي البيضاوي: روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى يوم بدر بسبعين اسيرا منهم العباس وعقيل بن أبي طالب فاستشار فيهم فقال أبو بكر رضي الله عنه: قومك وأهلك استبقهم لعل الله تعالى يتوب عليهم وخذ منهم فدية يتقوى بها أصحابك، وقال عمر رضي الله عنه: اضرب أعناقهم فإنهم أئمة الكفر وإن الله تعالى أغناك عن الفداء، مكني من فلان ومكن عليا وحمزة من إخوانهما فلنضرب أعناقهم، فلم يهو ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "إن الله تعالى ليلين قلوب عباد حتى تكون ألين من اللبن وإن الله ليشدد قلوب رجال حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا ابا بكر مثل إبراهيم قال: {فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفورٌ رحيمٌ} ومثلك يا عمر مثل نوح قال: {لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا}" فخير أصحابه فأخذوا الفدية، فترلت يعني آية {ما كان لنبي} فدخل عمر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو وأبو بكر يبكيان فقال: يا رسول الله أخبرني فإن أجد بكاء بكيت وإلا تباكيت فقال: "أبكي على أصحابي في أخذهم الفداء ولقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة" لشجرة قريبة منه.
وقال القاضي أيضا روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لو نزل العذاب لما نجا منه غير عمر وسعد بن معاذ" وذلك لأنه أشار بالإثخان أيضا.
وإذا تمهد هذا فنقول يمكن أن لا يكون أمره صلى الله عليه وسلم بإحضار القرطاس وتجهيز جيش أسامة وكذا إخراجه المروان بطريق الوحي بل بطريق الرأي والاجتهاد. واختلافهم في أمثال ذلك لا نسلم أنه كفر لأن هذا القسم تكرر صدوره من الصحابة ولم يعاتبهم الله. وكان الله يترل الوعيد الشديد في أدنى إساءة أدب معه صلى الله عليه وسلم كما قال عز من قائل: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون}انتهى
تعليق :
اذن الحل السنى هو ان الرسول الاعظم صلى الله عليه و اله مجتهد كسائر المجتهدين
و ليس كل ما يقوله وحى و حق قطعى
بل واقع الحال ان النبى ص عندهم يجتهد و يخطىء , بينما عمر يجتهد و لا يخطىء !
بينما معتقد شيعة محمد و آله ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) متصل بالوحي وعنده العلم التام بالاحكام الواقعية فحينئذ لا يحتاج الى إجتهاد .
قال الإمام الصادق(عليه السّلام) لأبي حنيفة كما في الإحتجاج:2/117: (تزعم أنك تفتي بكتاب الله ولست ممن ورثه . وتزعم أنك صاحب قياس ، وأول من قاس إبليس لعنه الله ، ولم يُبْنَ دين الإسلام على القياس . وتزعم أنك صاحب رأي ، وكان الرأي من رسول الله(صلى الله عليه وآله) صواباً ، ومن دونه خطأ ، لأن الله تعالى قال له: لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ ... ولم يقل ذلك لغيره...).
و من القوم من ناقض نفسه فقد قال البخارى فى صحيحه:8/148: ( باب ما كان النبي (صلى الله عليه وآله)يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول لا أدري ، أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي ، ولم يقل برأي ولا قياس ، لقوله تعالى: بما أراك الله ).
بل و قال عمر نفسه : (إن الرأي إنما كان من رسول الله(صلى الله عليه وآله) مصيباً ، لأن الله كان يريه ، وإنما هو منا الظن والتكلف) . (سنن أبي داود:2/161)
لكنه ناقض نفسه فاعترض على رسول الله(صلى الله عليه وآله) ونسب اليه الخطأ في أسرى بدر وغيرها ، وادعى أنه هو أصاب وأن الوحي نزل بموافقته
و ما احتج به الفاروقى من ايات قد ناقشه علماء الشيعة
فقوله تعالى "ما كانَ لنبيّ أن يكون له أسرى حتى يثخن في الاَرض"
قال علماؤنا :انّ السنّة الجارية في الاَنبياء الماضين (عليهم السلام) هي انّهم إذا حاربوا أعداءهم، وظفروا بهم ينكلونهم بالقتل ليعتبر من وراءهم، فيكفّوا عن معاداة اللّه ورسوله، وكانوا لا يأخذون أسرى حتى يثخنوا في الاَرض، ويستقر دينهم بين الناس، فإذا بلغوا تلك الغاية لم يكن مانع من الاَسر، ثمّ المن أو الفداء، كما قال تعالى في سورة أُخرى مخاطباً المسلمين عندما علا أمر الاِسلام وضرب بجرانه بالحجاز واليمن: "فَإِذا لَقِيتُمُ الّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثاقَ فَإِمّا مَنّاً بَعْدُ وَ إِمّا فِداءً"
فعلم من ذلك انّ مقتضى الجمع بين الآيتين هو ممنوعية أخذ الاَسرى قبل الاِثخان في الاَرض وجوازه، ثمّ المن، أو الفداء بعد الاِثخان.
إذا عرفت ذلك فهلمّ معي نبحث في مفاد الآيات الثلاث، فنقول:
أوّلاً: انّ اللوم انصبَّ على أخذ الاَسرى لا على الفداء.
ثانياً: انّ اللوم لم يتوجّه إلى النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أبداً وإنّما توجّه إلى مَنْ أخذ الاَسرى.
والشاهد على الاَمر الاَوّل قوله: "ما كانَ لنبيّ أن يكون له أسرى حتى يثخن في الاَرض" أي الاَمر الممنوع هوأخذ الاَسرى فقط لا الفداء والمن، وإلاّ لكان له عطف الفداء والمن عليه، ولو كان الممنوع هو الفداء لما قال سبحانه في الآية الثالثة: "فَكُلُوا مِمّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيّباً وَاتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحيم" ومن الواضح انّالنبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) لم يكن له أيّ دور في أخذ الاَسرى، بل كان هو القائد والمجاهدون هم الذي يأخذون الاَسرى قبل الاِثخان في الاَرض بالقتل والتنكيل.
والشاهد على الاَمر الثاني قوله سبحانه: "لَولا كِتابٌ مِنَ اللّهَ سَبق لمسّكم فيما أخذتم عذابٌ عظيم" . والمخاطب هم المقاتلون لا النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) .
أضف إلى ذلك قوله: "تُريدونُ عَرَض الدُّنيا وَ اللّهُ يُريدُالآخرَة" .
فملخّص القول: إنّ اللوم انصبَّ على أخذ الاَسرى من قبل المقاتلين المجاهدين على هذا العمل، ولم يكن للنبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) أيّ دور في ذلك.
وأمّا الروايات الواردة، فهي مختلفة جداً لا يمكن الركون إلى الخصوصيات الواردة فيها.
وقد اختلفت التفاسير حسب اختلاف الروايات، فمن قائل بأنّ العتاب والتهديد متوجه إلى النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) والموَمنين جميعاً، إلى آخر بأنّه متوجه إلى النبي والموَمنين ما عدا عمر، إلى ثالث انّه متوجه إلى النبي والموَمنين ما عدا عمر وسعد ابن معاذ، إلى رابع انّه متوجه إلى الموَمنين دون النبي، إلى خامس انّه متوجه إلى شخص أو أشخاص أشاروا إليه بالفداء بعدما استشارهم.
وعليه لا يمكن الركون إلى تلك الروايات والاَخذ بها، والآيات الواردة في المقام محكمة ناصعة البيان ليست بحاجة إلى تفسيرها من قبل الروايات الآنفة الذكر. فالاستدلال على أنّ النبي كان مجتهداً وانّه اجتهد خطاءً في هذه الواقعة غريب جداً.(مصادر الفقه /جعفر سبحانى )
ان القضية ان اهل السنة تابى الا ان يكون رسول الله ص يجتهد فيهجر , و يجتهد عمر المحدث فيؤجر !